الأربعاء، 21 مايو 2014

قصيدة عالم الإسلام
للشاعر البحريني الفذ شاعر أهل البيت (ع) : غازي الحداد



هذه القصيدة تتبع ظواهراً اجتماعية وسياسية محثوثة في مجتمعاتنا الإسلامية بصورة عامة فهي لا تشير إشارة مباشرة إلى فئة معينة ولا تنحدر إلى المزايدات والمهاترات الرخيصة التافهة كما تصور البعض وإنما هي ضرب من النقد الإجتماعي البناء فمن استعملها مظلة لنفسه فقد حجب ضوء الشمس عن نفسه فما ذنبنا نحن .... عالم الإسلام.





عـالـم ُالإســلامِ فــي نــارِ الـنـزاعِ والـحــروبْوشــبــابُ الأمــــةِ تـحـرقــه نــــارُ الــذنـــوبْ
بـيـن نـاريـن وقـعـنـا يـــا أمـيــري فاحتـرقـنـابـخــصــامٍ ونــفـــاقٍ وانــحـــرافٍ وعـــيـــوبْ
كـل شبـرٍ مـن ثـرى الإسـلام مغـمـورٌ بفتـنـةكــل أرضٍ كـربـلاء بــل كــل أرض الله غصـنـةْ
ثـم نحـن الصـربُ فـي كــل نـزاعـات ومحـنـةنحـن فـي الأفغـانِ صربـي السـلاح والمظـنـةْ
نحـن فـي بغـدادَ بـعـثٌ جـعـل الإعــدامَ فـنـهنحـن فـي القـدس سـلام قـبـلَ الــذلَ بمـنـةْْ
نحـن وعـي ساقـط فـي الطائفيـات المسـنـةكــل مــا نفـهـم أنــا شيـعـة والـقـوم سـنــةْ
ثــمَّ مـــن قسـمـنـا بـعــد الـنـبـي فرقـتـيـنربمـا إسرائيـل كـي تحظـى بأولـى القبلتيـنْ
إذ لهـا يـوم السقيفـة صنـمٌ تـحـت الخليـفـةمخبـر الله فتـى إسرائـيـل عــن كــل العـيـوبْ
كـل عصـر فـيـه دجـالـون فــي زي المسـيـحْيـتـبـاهـون بــــه وهــــوَ بـأيـديـهـم ذبــيـــحْ
غيـر أن عصرنـا فــي رفـضـهِ الـديـنِ الصـريـحْيشتـم الـقـرآن والإســلام بالنـطـق الفصـيـحْ
أيـن مليـارٌ مـن الإسـلامِ قـد سـدوا الفسـيـحْأين هم رشدي بسب المصطفى فيهم يصيحْ
نَـــوَّرَ الله عــلــى روح الخـمـيـنـي الـضـريــحوحــــده حــاربــه وهــــو مــحــاطٌ وجــريـــحْ
الخميـنـي بـــذا الـعـصـر مـعــز المسلـمـيـنْالخمـيـنـيُ بـــذا الـعـصـرِ ولـــيُ المـؤمـنـيـنْ
كـل مـن أنـصـفَ يشـهـد أنــه شـبـلُ محـمـدْبــطــلٌ عـلـمـنـا أن نسـتـهـيـن بـالـخـطـوبْ
نـحـن مــا أكـثـرنـا عـنــد الـصـيـاح والـعـويـلْسـلــلٌ لـكــن إذا جـــد بـنــا الــجــد قـلـيــلْ
هتكـت صهيـون فـي أوساطنـا بيـت الجلـيـلْورمــــت أطـفـالـنـا بالـخـانـقـات والـمـسـيـلْ
وتـعـدت فــوق مــا تحـلـم والـشـعـب ذلـيــلْليس يدري ما صهيل الخيلٍ ما معنى الصليلْ
وعلـيـلٌ حـطـه الـوهـنُ عـلـى الــذُلِّ عـلـيـلْمـــا بـــه إلا تـقــيٌ سـاجــدٌ وهـــو عـمـيــلْ
ضاعـتْ الـقـدس ونـحـن فَنُـنـا لـطـمُ اليـديـنْجبـنـنـا يـحــرجُ عـبـاســاً وأوداج الـحـسـيـنْ
حينـمـا نهـتـفُ أنَّــا شـيـعـةٌ والـسـبـطُ مـنــاونـنــادي عـزمـنـا مـــن كـربــلاء أم الـكــروبْ
قد أضعنا الشـرعَ حتـى صـارَ كـلٌ لـه شرعـهأصـبـح الـديـنُ هــوىً قــلاب أو مـيـلاً لنـزعـة
وشـبـابٌ جـعـلَ التشـريـعَ مــا وافــقَ طبـعـهضـاربـاً بـيــن حـــلال الله والتـحـريـم قُـرعــة
نُسـكـاً قــد حـرفـوا أصــلَ التصـاريـح وفـرعـهإذْ يسمـونـا الـزنـا بالبـكـرِ للتضـلـيـلِِ مُـتـعـة
ويقودون العزا كي يكسبوا في النـاس سمعـةولحاهـم كـذبٌ فهـي لهـتـك الـعـرض خـدعـة
وبـنــا مـــن يـرفــع الـهــام بـسـمـت ووقـــارْوهــو كالحـيـةِ خـلـفَ الأمِ يسـعـى للـصـغـارْ
آجـــرَ الله الأئــمــة إن يــكــن دافــــعْ لأمــــةتـدعـي حُبـهـا للأطـهـارِ مــن دون الشـعـوبْ
هــــذه أمــتــي الـكـبــرى وتــاريــخ مـثــيــرْعرضـه ممـا حـوى مـن فـادحِ الخطـبِ قصـيـرْ
أمـتـي قــد بــدأت خـضـراء مــن قــول حقـيـرْأسمعـوه المصطفـى وهـو مسجـىً بالسريـرْ
بعدهـا قـد نـزح الحقـد علـى الضلـعِ الكسـيـرْوبـقـت شــورى ولـكـن لـســوى الآل تـشـيـرْ
قتلـت فـي مسجـدِ الكـوفـةِ بالـفـرضِ الأمـيـرْسفكـت دم الحسيـن ومضـى الـركـب أسـيـرْ
واعـتـرفـنـا لــزيــد أنـــــه ابـــــن الـنـجـيــبْوعــلا فيـنـا ابــن مرجـانـة لـلـديـن خـطـيـبْ
وبـأعـيـاده نـذهــبْ ونـبــاركْ ضـــربَ زيـنــبْطاعـةُ الظالـمِ فيـنـا أصبـحـتْ فَــرْضَ وجــوبْ
كـــل مـــن يـنـكـر أن الـواقـعــة مــــرٌ ألــيــمْثـم كـم مـن عِـمـةٍ تحتـهـا شيـطـانٌ رجـيـمْ
كــم ذؤؤب مـرسـلاتٍ ذأبـهـا رصـــد الـحـريـمْوعلـيـمٌ بـرضـا الـطـاغـوتِ و الـجـبـتِ عـلـيـمْ
مستقيمٌ في طريـق الفُحْـشِ حقـاً مُستقيـمْظــل مـــن ذلـتــه وجـهــه مـســودٌ كـظـيـمْ
وإذا نــــــاداه لــلــثــورةِ قــــــرآنٌ رَحـــيــــمْظــل مـــن ذلـتــه وجـهــه مـســودٌ كـظـيـمْ
بعضـهـم كالبـنـئ لـظـالـم للـعـظـم لـحــوقوبـهــم مـــن رصـــدوه بـنـعـيـمٍ بـالـحـقـوقْ
وبهـم ضـد الحسينـي فلقـد سبـوا الخمينـيوأهـانــوا الـسـيـد الـخـوئـي نــــوارَ الـقـلــوب
و الـعـزاء إن حـقـاً خالـصـاً بـاسـم الحـسـيـنْلِــمَ صــار المـأتـم الـواحـدُ قَـبْــلَ المأتـمـيـن
مـا الــذي قــد جـعـل البـيـرقَ يعـلـو بيرقـيـنْولـمـاذا خــرج الـمـوكـب يـمـشـي موكـبـيـنْ
أتـــرى قـــد أصـبـحـت فـاطـمـةُُ فاطـمـتـيـنْأم تـراهــا كـربــلا قـــد أصـبـحـت واقـعـتـيـنْ
أم عـلـى السـبـط افترقـنـا للقـتـال فرقـتـيـنْفـقـتـلـنــاه بــجــهــلٍ ونـــــــزاعٍ مــرتــيـــنْ
وقتـلـنـاكَ أبـــا الأحـــرار فـــي كــــل عــــزاءكُشِفَـتْ فيـه علـى الأشهـادِ عـوراتْ النسـاءْ
حالنـا حـال الفظيعـة ونـنـادي نـحـن شيـعـةإنمـا الشيـعـة حــزب الله فــي أرض الجـنـوبْ
مــؤمــنٌ مـلــتــزم لـكــنــه عــبـــدٌ لــذاتـــهعـامـلٌ لـكـن ريــاء الـنـاس يفـنـي حسنـاتـه
وتـرى حـبَّ الظهـورِ قـد طغـى فــوقَ صفـاتـهْكــل مـشـروعٍ فضـيـلٍٍ عــدَّه ُمــن منـجـزاتـه
إن يكـن منـا نغطـي فاضـحـاً مــن سقطـاتـهأو يـكـن مــن غيـرنـا يــا ويـلـهُ مِــنْ هَفـواتـه
إنـنـا مجتـمـعٌ لـــن يـرتـقـي شـــأنُ حـيـاتـهأتُـرى هَـلْ يرتقـي مـن عقلـه فــي شهـواتـه
وبـنـا المُتـخـم بـالأكـل مـــن الـخـيـر الـوفـيـرْولـــه جـــارٌ مـعـيـنٌ بـــات جــوعــانَ فـقـيــرْ
ونــنــادي بـالـعــزاء إنــنـــا أهـــــل الـــــولاءِأتـــرى يـصـفـو ولاء الـقــول والـفـعـل كـــذوبْ
بعضنا يحصر معنى الدين بالوعي السياسـييفهم الشـرع طريقـاً يوصـل القصـر الرئاسـي
ولآيــات كـتـاب الله فـــي الأخـــلاق نـاســيفـتـراه ثـائــراً لـكــن عـلــى أهـلــه قـاســي
ينـهـر الآبــاء والـبـر هــو الـشـرع الأسـاسـيفـتـراه ثـائــراً لـكــن عـلــى أهـلــه قـاســي
حسب الشرع ضجيجاً ضد أصحاب الكراسـيفمـضـى يمـلـؤه الجـبـن بإيـمـانٍ حـمـاسـي
إنمـا الديـن نــدا فــي ظلـمـة الأخــلاق فــاحثـم غصنـاً صـار رمحـاً فــي ميـاديـن الكـفـاحْ
ماهـو نـشـر الـسـوادِ كــل يــومٍ فــي الـبـلادِوخـــــلاف وصـــــراخ فــوضـــوي بــالـــدروبْ
بعـضـنـا يسـتـمـع الــحــق ويــــزداد عــنــادْنغـمُ المعـروفِ فـي أسمـاعـه صــوت فـسـادْ
قـــد تـغـطـى بالتهـالـيـل وتكـبـيـر الـجـهــادْوعـلـيـه ثَـقُــلَ الـحــقُ وتـصـريــح الــرشــادْ
فـنُــه رفـــعُ الـشـعـارات ولا يـــدري الــمــرادْثـم مـن أنــت لـكـي تـشـرح أصــل الإعتـقـادْ
وإلــى أيــن تـظــن الصـيـحـة صـــوت مـــزادْخـفـف الـجـري فـمـا الأرض سـراحـاً للـعـبـادْ
لـنـكـن بالـفـكـر والـعـلــم مـغـاويــراً شــــدادْلـنـكـن بـالـوعـي بــــرداً وســلامــاً واتــقــادْ
لـيـكـن مـنــا غـزيــر الـعـلـم والـفــذ الأريـــبولـيـكـن مـنــا الفـقـيـه والأديـــب والطـبـيـبْ
لا خلاف فـي المسائـل التـي مـن دون طائـلْأنـــت إخـبــاري أم أنـــت أصـولــي الــــدروبْ
هــو ذا بـعـض الـبـلاءِ والـبـلاءُ فــي المـصـابْفلقـد حــل ضـبـا السـيـف عـلـى أم الكـتـابْ
حيـنـمـا هـامــة حـبــل الله بالـفـجـر أصـــابْوسقـى مـن دمِ موسـى بالمحـاريـب الـتـرابْ
أو فقـل شـق لعيسـى حجبـاً خلـف الحجـابْوأصـاب المصطفـى فانبـت بالخطـب الخطـابْ
أبـــداًً مـاكــان سـيـفـاً إنـمــا صـــوت عـــذابْمُـسْـمِـعـاً كــــل فــــؤاد زفــــراتٍ بـانـتـحـابْ
واعلـيـاه ويــا لهـفـي عـلــى ســـر الـوجــودْواحبيـبـاه ويــا حـزنـي عـلـى بـــدر الـجــدودْ
آهِ وا ُيـتــم الشـريـعـة والـكـرامــات الـرفـيـعـةإنـهـا الـيـوم عـلـى الـكــرارِ بـالـحـزن تـــذوبْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق