1. لي حزن يعقوب لا ينفك ذا لهب | لصرع نصب عيني لا الدم الكذب |
2. وغلمة من بني عدنان أرسلها | للجد والدها في الحرب لا اللعب |
3. ومعشر راودتهم عن نفوسهم | بيض الضبا غير بيض الخرّد العرب |
4. فانعموا بنفوس لا عديل لها | حتى لسيلت على الخرصان والقضب |
5. فانظر لاجسادهم قد قدَّ من قبل | اعضاؤها لا الى القمصان والاهب(23) |
6. كل رأى ضرَّ ايوب فما ركضت | رجل له غير حوض الكوثر العذب |
7. قامت لهم رحمة الباري تمرضهم | جرحى فلم تدعهم للحلف والغضب |
8. وآنسين من الهيجاء نار وغى | في جانب الطف ترمي الشهب بالشهب |
9. فيمموها وفي الايمان بيض ضباً | وما لهم غير نصر اللّه من ارب |
10. تهش فيها على اساد معركة | هش الكليم على الاغنام للعشب(24) |
11. اذا انتضوها بجمع من عدوهم | فالهام ساجدة منها على الترب |
12. ومولجين نهار المشرفيةفي | ليل العجاجة يوم الروع والرهب |
13. ورازقي الطير ما شاءت قواضبهم | من كل شلو من الاعداء مقتضب |
14. ومبتلين بنهر ما لوارده | من الشهادة غير البعد والحجب |
15. فلن تُبُلْ ولا في غرفة ابداً | منه غليل فؤاد بالظما عطب |
16. حتى قضوا فغدا كل بمصرعه | سكينة وسط تابوت من الكثب |
17. فليبك (طالوت) حزناً للبقية من | قد نال (داود) فيه أعظم الغلب |
18. أضحى وكانت له الاملاك حاملة | مقيداً فوق مهزول بلا قتب |
19. يرنوا الى الناشرات الدمع طاوية | أضلاعهن على جمر من النوب |
20. و (العاديات) من الفسطاط ضابحة | و (الموريات) زناد الحزن في لهب |
21. و (المرسلات) من الاجفان عبرتها | و (النازعات) بروداً في يد السلب |
22. و (الذاريات) ترابا فوق أرؤسها | حزناً لكل صريع بالعرا ترب |
23. ورب مرضعة منهن قد نظرت | رضيعها فاحص الرجلين في الترب |
24. تشوط عنه وتأتيه مكابدة | من حاله وظماها أعظم الكرب |
25. فقل (بهاجر) (اسماعيل) احزنها | متى تشط عنه من حرّ الظما تؤب |
26. وما حكتها ولا (ام الكليم) أسى | غداة في اليمّ القته من الطلب |
27. هذي اليها ابنها قد عاد مرتضعاً | وهذه في سقي بالبارد العذب |
28. فأين هاتان ممن قد قضى عطشاً | رضيعها ونأى عنها ولم يؤب |
29. بل آب مذ آب مقتولا ومنتهلا | من نحره بدم كالغيث منسكب |
30. شاركنها بعموم الجنس وانفردت | عنهن فيما يخص النوع من نسب |
31. كانت ترجى عزاءاً فيه بعد أب | له فلم تحظ بابن لا ولا بأب |
32. فاصبحت بنهار لا ذكاء له | وباتت الليل في جو بلا شهب |
33. وصبية من بني الزهرا مربقة | بالحبل بين بني حمالة الحطب |
34. كأن كل فؤاد من عدوهم | صخر بن حرب غدا يفريه بالحرب |
35. ليت الالى اطعموا المسكين قوتهم | وتالبيه وهم في غاية السغب |
36. حتى أتى (هل أتى) في مدح فضلهم | من الاله لهم في أشرف الكتب |
37. يرون بالطف ايتاماً لهم اسرت | يستصرخون من الاباء كل ابى |
38. وأرؤس سائرات بالرماح رمى | مسيرها علماء النجم بالعطب |
39. ترى نجوماً لدى الافاق سائرة | غير التي عهدت بالسبعة الشهب |
40. كواكب في سما الهيجاء ثابتة | سارت ولكن باطراف القنا السلب |
41. لم أدر والسمر مذناءت بها اضطربت | من شدة الخوف أم من شدة الطرب |
42. لاغرو ان هزها تيه غداة غدت | مشارقاً لبدور العز والحسب |
43. وان ترع فلما وشكاً له نظرت | من حطها بصدور القوم واللبب(25) |
44. وكيف لم تضطرب والحاملون لها | لم يبق منها فؤاد غير مضطرب |
45. لعظم ما شاهدوا يوم الطفوف فهم | يرونه في بعيد العهد عن كثب |
46. بعداً لقوم أبادوا خصب ربعهم | فاصبحوا بعدهم في مربع جدب |
47. والقاتلين لسادات لهم حسداً | على علا الشرف الوضاح والحسب |
48. والفضل آفة أهليه ويوسف في | غيابة الجبّ لولا الفضل لم يغب |
49. وصفوة اللّه لم يسجد له حسداً | ابليس لما رأى من أشرف الرتب |
50. وحسن نصر بن حجاج نفاه وفي | سواه طيبة منها العيش لم يطب |
51. يا سادتي يا بني الهادي ومن لهم | بثي وحزني اذا ما ضاق دهري بي |
52. ندبتكم فاجيبوني فلست أرى | سواكم مستجيباً صوت منتدب |
53. فانتم كاشفوا البلوى وعندكم | صدق الاماني فلم تكذب ولم تخب |
54. ألستم جعل الباري بيمنكم | رزق الخلائق من عجم ومن عرب |
55. بل انتم سبب بالعرش متصل | لكل ذي سبب أو غير ذي سبب |
السبت، 26 أغسطس 2017
لحزن يعقوب - الشيخ صالح مهدي الكواز
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق